Duration 3:10

مُلهِم؛ هل تمضغ ثم تلفظ، أم تهضم ثم تتمثل؟ من روائع د. عدنان إبراهيم 美國

2 721 watched
0
197
Published 12 Jun 2021

✍ نحن اليوم يا أحبابي، إخواني وأخواتي، نُعاني من بلاء عظيم، ومن محنة قاسية! وهى كثرة الكلام في الدين. ليس كثرة المُتكلِّمين فحسب، بل كثرة الكلام أيضاً، ونحن طبعاً نُعاني من كثرة المُتكلِّمين! كل مَن هب ودب، وكل مَن يُحسِن ومَن لا يُحسِن، ومَن يعرف ومَن لم يعرف، ومَن ذاق ومَن لم يذق، يتكلَّم! الكل يتكلَّم، وأيضاً الكلام كثير. هناك حالة تضخم! ✍ ولعمر الحق هذا لافت للنظر، فالله – تبارك وتعالى – يقول في كتابه العزيز إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا *، هذا قولٌ ثقيل. هل يُمكِن أن تهضم طعاماً ثقيلاً؟ يستحيل. هل يُمكِن أن تستكثر من طعام ثقيل أو شراب ثقيل؟ يستحيل. أنت تأخذ منه بقدر الحاجة؛ لأنه ثقيل. فما بالنا نهضم هذا الثقيل بكثرة غير عادية وبوتيرة مُرتفِعة؟ نحن لا نهضمه، نحن نمضغه، ثم نلفظه، فانتبهوا! الإنسان العادي فينا كم يأكل من الخبز؟ حتى السمين البادن الضخم يأكل كم كيلو من الخبز ؟ يأكل ثم ينتهي إلى حد ما. فإذا سمعنا بشخص مُستعِد لأن يأكل مئة كيلو من الخبز مثلاً، علمنا أنه لا يأكل، إنما يمضغ، ثم يلفظ، يمضغ ثم يلفظ، وهكذا! وهذا ما نفعله بالدين. ✍ نحن نمضغ الدين. هذا قولٌ ثقيل، فلو كنا نتمثَّله ونهضمه، لاجتزأنا منه باليسير. وهذه طريقة رسول الله وأصحابه وأئمة الدين العظام، أليس كذلك؟ كان كلامهم قليلاً، لكن أثر هذا الكلام كان عظيماً جداً في حياتهم وحياة الذين يسمعون. كان القول الثقيل يتحوَّل مُباشَرةً إلى تجربة روحية وتجربة عملية وتجربة مسلكية. هذه طبيعة الدين! ✍ فالنبي طبعاً مثل الولي والعارف والمُصلِح والمُبلِّغ والمُذكِّر الكبير، ينبغي بحكم طبيعة التجربة الدينية أن تنتهي مهمته عند البلاغ. لماذا؟ لأن الباقي عليك أنت. ها أنت قد سمعت وقد عرفت، فاذهب وجرِّب. إذا جرَّبت وانتفعت ورأيت الآثار الحقيقية لما تعلَّمت وسمعت، فأنت الآن بدأت تدين، أي بدأت تتدين. أما إن ظننت أن الدين يكون بتكرار الكلام وأخذ المظاهر والطقوسيات الظاهرة، خاصة طقوسيات اللباس، أو حتى طقوسيات العبادة؛ أن تركع وتسجد طقوسياً، فهذا ليس من الدين في شيء. هذا قشر، إذا نحيته، لم تر لباً! هذه صدفة، إذا كسرتها، لم تر جوهرة! لم تر شيئاً. ----------- مُستخلَص من خُطبة الإسلام بلغة الحب https://bit.ly/2SQD3Vh للدكتور #عدنان_إبراهيم.

Category

Show more

Comments - 8